القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المنشورات

تنمية الانتباه | مهارات التميز الدراسي 06#

تنمية الانتباه | مهارات التميز الدراسي 06#


تنمية الانتباه | مهارات التميز الدراسي 06#

ليست العبقرية أكثر من تركيز الذّهن "كلود أندريان هلفتيوس" Claude Adrien Helvétius

يُعَدُّ الانتباه أولى العمليات المعرفية والعقلية - بعد الإحساس -، وهو الذي تُبْنَى عليه بقية العمليات المعرفية والعقلية الأخرى، كالإدراك، والتركيز، والتفكير، والإبداع... ومن دونه لا يحصل التّعلّم بشكل مطلوبٍ؛ لأنّ المعلومات لم يتمّ استدخالها إلى الدماغ بطريقة سليمة، ومن ثَمَّ لا يمكن استدعاؤها وقت الحاجة إليها.


ما هو الانتباه؟

- هو تهيّؤ عقلي انتقائي تُجاه موضوع معين.

- أو تركيز جهد عقلي تُجاه الأحداث العقلية أو الحسية.

وبتعبير أيسر، هو جمع الذهن على شيء محدّد.


إلى كم ينقسم الانتباه؟ وما هي أقسامه؟

- ينقسم الانتباه إلى قسميْن، هما: الانتباه الانتقائي، والانتباه الْمُوَزَّعُ.

الانتباه الانتقائي هو: توجيه الانتباه وانتقاؤه لمنبّه أو مثير معيّن من بين المنبّهات أو المثيرات التي تقع في مجال وعي الفرد.

والانتباه الْمُوَزَّعُ هو: الذي يكون فيه الانتباه موزّعًا بين عدد من المنبّهات أو المثيرات.

تنمية الانتباه

كما يُعَدُّ الانتباه عاملا أساسًا في تحقيق التفوق الدراسي، يُعَدُّ السَّرَحَانُ وتشتّت الانتباه وضَعف التركيز عاملا أساسًا من بين عوامل عديدة في الإفضاء إلى الفشل الدراسي في حياة المتعلّم. وقد يتطوّر هذا المشكل، فيؤدّي إلى الفشل في جميع مناحي حياة الإنسان، إن لم يُشَخَّصْ تشخيصًا صحيحًا منذ بداية ظهور أعراضه، بمعرفة أسبابه الرئيسة على وجه التحديد: أَ هي أسباب بيولوجية راجعة إلى الجينات والوراثة، أم هي أسباب نفسية، أم هي أسباب أسرية لها علاقة بالتنشئة والتربية؟ ثم يَتِمُّ علاج المشكل في بوادره الأولى، وَفق ما شُخِّصَ من أسباب، إذ إنّ طرق العلاج تتعدّد؛ بتعدّد أسباب المشكلة.

ويذكر المختصّون في البحث التربوي أنّ مشكل السّرحان يَغْلُبُ ظهوره في مرحلة الإعدادي والثانوي (مرحلة المراهقة المبكّرة والمتأخّرة)، حيث تكثُر في هذه المرحلة أحلام اليقظة، وتبدأ فيها شكاوى الآباء من أبنائهم، دون علمهم بالأسباب الخفية وراء سلوكات الأبناء، وأغلبها يقع عَفْوًا دون قَصْدٍ؛ بسبب عدم اكتمال النضج العقلي في الغالب الأعمّ، إن كان الابن سويًّا بطبيعة الحال.


كيف يحدث السَّرَحَانُ؟

إنّ قدرة الدماغ على الاستيعاب أكبر ممّا نتصوّر، إضافة إلى أنّنا لا نستخدم منه في الحالات الْمُثْلَى سوى 10 % من قدراته، كما أنّ من طبيعته أنّه يأبى الفراغ. فإذا كانت المعلومات المتلقّاة أقلّ من قدرة الدماغ على الاستيعاب، يقع حينئذ الشّرود والسَّرَحَانُ، فيفكّر في أقرب حدث، أو متعة، أو ألم؛ حتّى يملأ الفراغ الذي لم تقم المعلومات بملئه كاملًا.

يُضَافُ إلى هذا أنّ الغالبية العظمى من التلاميذ / الطلبة يقرأون حوالي 250 كلمة في الدقيقة الواحدة، مع أنّهم يفكّرون بسرعة 500 كلمة في الدقيقة الواحدة أو أكثر؛ ممّا يعني أنّ دماغهم يسير بضِعْفِ معدّل قراءتهم، فيقوم بِسَدِّ الفراغ بين المعدّليْن بالتفكير في أمور أخرى لا علاقة لها بما يقرؤون؛ الشيء الذي ينعكس سَلْبًا على استدخال المعلومات إلى الذاكرة، ومن هنا تأتي مشكلة عدم القدرة على استدعاء المعلومة في الوقت المناسب.

أكاديمية إرشاد للعلوم النفسية
أكاديمية إرشاد للعلوم النفسية
د. محمد لعسيلي، استشاري نفسي وأسري وتربوي، مكوّن معتمد في التنمية الذاتية، باحث في الثيولوجيا والميتودولوجيا واللغة والأدب، صانع برامج تكوينية.