كيف أحلّ المشاكل؟ | المنهج العلمي لحل المشاكل
تقديم
مما لاشك فيه، أنه لابد أن تصادف الإنسان في هذه الحياة مشاكلُ، قد تكون مرتبطة بالجانب التعليمي أو الأسري أو المهني أو الاجتماعي أو المادي... إلى ما هنالك من مشاكل. والإنسان في تعامله مع المشاكل على صنفين: صنف يعيش في دائرة المشكل، ولا يخرج منها. وصنف آخر، يقدر على الخروج من دائرة المشكل إلى دائرة الحل. لكن، مع ذلك يفتقر إلى منهج علمي يستطيع من خلاله تلافي المشاكل التي تعترض سبيله في شتى مناحي الحياة، وقد تفقده كثيرا من الفرص التي لا تعوض أبدا.
لذلك، سنتحدث في هذا المقال
عن "المنهج العلمي لحل المشاكل".
خطوات المنهج العلمي لحل المشاكل
لحل المشاكل بشكل ناجع،
كيفما كانت طبيعتها، لابد من اتباع المنهج الآتي:
1). الشعور بالمشكلة: هل تشعر(ين) بمشكلة؟ نعم □ لا □
فلا يمكن أن نحل مشكلة لا
نشعر بها، فمثلا: قد تعاني شركة من انخفاض طفيف في نسبة عملائها سنويا، إلا أنها
لا تشعر بخطورة هذه المشكلة على المدى البعيد؛ فلا يمكنها، بطبيعة الحال، أن تتخذ
التدابير الممكنة لتجاوزها.
2). تعريفها/تحديدها: عرّفها وحدّدها/عرّفيها
وحدّديها.
لابد من تعريف المشكلة
وتحديدها على نحو واضح، حتى نتمكن من التعامل معها. ذلك، أن العقل البشري يتعامل
بكفاءة عالية مع الأمور المحددة والواضحة، عكس الأمور العامة والغامضة. ويحسُن
هنا، أن نستعين بورقة وقلم لتعريف المشكلة وتحديدها كتابة.
3). تحديد أسبابها المحتملة: ما هي أسبابها
المحتملة؟ (قد تكون الأسباب مرتبطة بأشخاص). وهنا، يجب تعيين أولئك الأشخاص. مَنْ
هم؟
4). ترتيبها ترتيبا تنازليا: رتّب(ي) تلك الأسباب
تنازليا. من الأعلى إلى الأدنى.
5). تحليل أسبابها وتفسيرها: حلّل(ي) وفسّر(ي)
تلك الأسباب.
وهنا يحتاج الإنسان إلى
دقة الملاحظة ورهافة الحس، حتى يتمكن من تحليل أسباب تلك المشاكل وتفسيرها تفسيرا
واقعيا ومنطقيا، دون مبالغة ولا تهويل.
6). طرح الحلول والبدائل: اطرح(ي) حلولا وبدائل.
يأتي الآن، دور اقتراح
الحلول والبدائل المتاحة للتخلص من المشكلة أو الحد منها. ويمكن الاستعانة بتقنية
العصف الذهني (Brainstorming) أو القدح الذهني، كما يسميها أحد أساتذتنا
في علم النفس. نطرح الأفكار التي تنقدح في ذهننا دون نقدها؛ حتى نتحصل على كمّ
هائل من الحلول والبدائل.
7). دراسة إيجابيات الحلول وسَلبياتها: ادرس(ي)
إيجابيات تلك الحلول وسَلبياتها.
نقوم بدراسة تلك الحلول
والبدائل التي اقْتُرِحت سلفا في الخطوة السابقة، للتأكد من مدى جدواها ونفعها،
بالموازنة بين السلبيات والإيجابيات في جدول مثلا.
8). اختيار الحل الأفضل: اختر/اختاري الحل الأفضل
بالنسبة لك. ثم نختار الحل الأفضل لنا، بناء على كثرة إيجابياته، وقلة سَلبياته.
9). تنفيذه ومتابعته: نفّذه(يه) وتابعه(يه). ثم
ننفذ الحل ونتابعه بملاحظة التغيير الذي طرأ عقبه.
10). تقويم النتائج: قيّم(ي) نتائجه. ننظر في
النتائج التي حصدناها بعد تطبيق ذلك الحل.
11). استثمار المشكلة: كيف تستثمر(ين) المشكلة؟
مشاكل الحياة خبرات وتجارب
فالمشكلة التي وقعنا فيها
صارت جزءا من الماضي، الذي ينبغي أن نستفيد من خبراته، بما فيها من حلو ومر، خير
وشر، إيجابي وسلبي. هذه الخبرات التي نراكمها، مع مرور الزمن، ستجعلنا أكثر نضجا
وتعقلا في التعامل مع الحاضر، وأكثر حيطة وحذرا في المستقبل؛ لكيلا نكرر الأخطاء
ذاتها.
خاتمة
نجمل ما رأينا في هذا المقال. لقد تعرفنا على خطوات المنهج العلمي لحل المشاكل، والذي يتمثل في: الشعور بالمشكلة، تعريفها/تحديدها، تحديد أسبابها المحتملة، ترتيبها ترتيبا تنازليا، تحليل أسبابها وتفسيرها، طرح الحلول والبدائل، دراسة إيجابيات الحلول وسَلبياتها، اختيار الحل الأفضل، تنفيذه ومتابعته، تقويم النتائج، استثمار المشكلة.
تمرين
لقد صرت الآن، تعلم كيفية حل المشاكل وفق منهج علمي. فيمكنك أن تأخذ ورقة وقلما، وتشرع في التدرب على تطبيق ما تعلمت بتخيل مشكلة ما؛ لكي تترسخ تلك الخطوات جيدا في ذهنه، وتستطيع تطبيقها تلقائيا، كما عرضت لك مشكلة في حياتك.
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو التوضيحي؛ لارتباطه الوثيق بهذا المقال 👉