مهارات
التميز الدراسي | تقديم 01#
تقديم
يحتاج التّلاميذ / الطّلّاب في جميع مراحلهم التّعليميّة إلى معرفة مهارات الاستذكار وإتقانها، خاصّة في المرحلة ما بعد التّعليم الأساسيّ، تلك المهارات التي اكتسبوها وتعلّموها بالمحاولة والخطأ تارة، أو التّقليد للآخرين تارة، أو الاسترشاد بالمعلّمين والآباء تارة أخرى، دون معرفة الأسس العلميّة الّتي تَنْبَنِي عليها تلك المهارات بشكل صحيح؛ حتّى تحقّق النّتيجة المرجوة منها.
تزايد الاهتمام بمهارات الاستذكار منذ الثّمانينات من القرن العشرين
ولقد تزايد الاهتمام منذ الثّمانينات من القرن العشرين بمهارات الاستذكار مع ظهور العديد من المفاهيم في الدّراسات والأطر النّظريّة بأسـماء متعدّدة، يُقصد بها مهارات الاستذكار، منها: تعلّم كيفية التّعلّم، ومعرفة كيفية التّعرف، ومعرفة كيفية التّذكّر، والتّدريب على المهارات العقلية، واستراتيجيات تقوية الذّاكرة، واستراتيجيات التّفصيل المعرفي، وعادات الاستذكار، واستراتيجيات التّعلّم والاستذكار، وعادات الاستذكار واتجاهاته، واتجاهات الاستذكار وطرقه... مع العلم أنّ هذه المفاهيم كلّها كانت مبحوثة عند علماء التّربية العرب القدامى تحت أسماء أخرى في كتب "آداب طلب العلم وطرق تحصيله"، منذ قرون خلت، لكن مع الأسف الشّديد تَخَلَّيْنَا عن تدريس تلك الكتب الجليلة للتّلاميذ والطّلبة؛ ممّا انعكس سَلْبًا على مستوى تحصيلهم العلمي وانضباطهم السّلوكي الخُلُقِي...
هل تريد أن تتفوّق في دراستك؟
وعلى كلّ حالٍ، فممّا لاشكّ فيه، أنّ كلّ تلميذ أو طالب يريد أن ينجح في دراسته، بل يريد أن يتفوّق على أترابه وأقرانه فيها، ولا عيب في ذلك، لأنّ هذا ينسجم وجِبِلَّةَ الإنسان التي فُطِر عليها، فحتّى أولئك التلاميذ أو الطلبة الذين يعانون من تعثرات في مسيرتهم الدراسية، إذا سألت أحدهم: هل تريد أن تتفوّق في دراستك؟ سيقول قطعًا: نعم! وقد يحاول جاهدًا الوصول إلى ذلك دونما جدوى. ربّما، لأنّه لايعرف طريق النّجاح والتّفوّق، أو أنّه يعرفه، ولكن، يحول بينه وبين تحقيق مراده، مشكل نفسي أو سلوكي يعاني منه، يشتّت انتباهه، ويُضْعِفُ تركيزه...
تركيب الطبيعة البشرية
وبما أنّ الطبيعة البشرية مركّبة من جسد وعقل وروح وعاطفة، فأي خلل يقع في إحدى مكوّنات التّركيبة؛ يُوَلِّدُ خللاً من جنسه في التركيبة جميعِها، فمن كان يشكو من ألم مُزْمِنٍ في جسده مثلاً، يصعُب عليه أن يحافظ على انتباهه وتركيزه طيلة مرحلة التّعلم داخل الفصل الدراسي أو خارجه، إن لم يدرَّب على ذلك. وكذلك الشأن بالنسبة لمن يعاني من مشاكل أسرية، أو عاطفية، أو رُوحية...
خاتمة
لذلك، رأيت أن أضع بين أيدي التلاميذ / الطلّاب سلسلة من المقالات، تَمْتَحُ من كلّ العلوم الحديثة التي درستها، أو أعددت بحوثا فيها، أو أحرزت على شهادات فيها، حَرَى أن أُسْهِمَ بنصيب وافر في علاج مشاكل التلاميذ / الطلبة النّفسيّة والسّلوكيّة، وعسى أن أُعِينَهُمْ على تَلَمُّسِ طريق النجاح والتميز.