القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المنشورات

اللغة وعلم النفس | علم اللغة النفسي


اللغة وعلم النفس | علم اللغة النفسي

اللغة هي النافذة التي تطل على العقل

ما هو علم اللغة النفسي؟

إذا كانت اللسانيات (Linguistics) تدرس اللغة البشرية دراسة علمية موضوعية، وَفق مناهج مختلفة؛ فإنّ علم اللغة النفسي (Psycholinguistics)، الذي يُعَدُّ فرعا من فروعها، يدرس ظواهر اللغة ونظرياتها وطرق اكتسابها وإنتاجها من الناحية النفسية مستخدما أحد مناهج علم النفس. وهو علم حديث لم يتطوّر إلا في أوائل الستينات من القرن الماضي، وإن ظهرت الإرهاصات قبل ذلك، وهو علم هجين يتكوّن من علمين معا هما: علم اللغة وعلم النفس.

لماذا حقّق هذا العلم نجاحا باهرا رغم حداثته؟

ولكن رغم حداثته فقد حقق نجاحات مبهرة؛ وذلك لسببين واضحين: هما:

أولا، أنه لم يبدأ من الصفر رغم حداثته، بل بدأ من حيث انتهت منجزات علم النفس اللغوي.

وثانيا، غزارة النظريات والظواهر اللغوية التي تراكمت عبر السنين، منتظرة الوقت المناسب لدراستها دراسة علمية.

وما أن جاء هذا الوقت حتى انطلقت هذه الدراسة في طريق مُمَهَّدٍ، مهّده علم النفس بمذاهبه المختلفة. وهناك سبب إضافي هو: ما توافر له من كثرة الباحثين، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ما هي أهداف هذا العلم؟

ومن داخل هذه الجديلة من البحث في النظريات والظواهر اللغوية، يمكننا أن نتبيّن بعض الأهداف لهذا العلم، فهو يُيَسِّرُ لنا معرفة دور اللغة في العرفان، ويعكس لنا إنجازات الطفل في حل شفرة الأبنية اللغوية وإنشائها. ومن الأهداف أيضا أن العلماء النفسلغويين يريدون أن يعرفوا كيف يكتسب الأطفال الأبنية اللغوية، وكيف تستخدم هذه الأبنية في عمليات الكلام والفهم والتذكر.

ومن أهدافه المهمة أيضا، أنه إذا كان للإنسان قدرة على أن ينتج ويفهم عددا غير محدود من الرسائل اللغوية؛ فإن من أهم قضايا علم اللغة النفسي أن يفهم طبيعة هذه القدرة وتَطَوُّرَهَا. ومن الأهداف أيضا، وإن كانت غير مباشرة، هي أن أصحاب هذا العلم يرون، بحق، أن الدراسات النفسية للكلام يمكن أن تؤدي إلى فهم العمليات العقلية بالعقل الإنساني، بل يرون أننا أصبحنا على وشك الولوج بطريقة منهجية إلى هذا العالم، عالم العقل، حتى إن "سلوبن" يقول في مفتتح كتابه: "علم اللغه النفسي": "هذا كتاب عن العقل الإنساني... فاللغة هي النافذة التي تطل على العقل. ومن ذلك دراسة العمليات العقلية المستخدمة في اللغة، وكذا في تعلّم الكلام.

ومن الأهداف التطبيقية لعلم اللغة النفسي تصميم نماذج الفهم للكمبيوتر، لتصميم برامج التخاطب مع الكمبيوتر، لإجراء العمليات المختلفة، التي تبدأ من حجز تذاكر الطائرات إلى سائر الأهداف الأخرى، التي سوف تصل إلى مَدَيَاتٍ قد تضاهي ما يحدث بين البشر، سواء للتزود بالمعلومات وإجراء العمليات الاقتصادية وغير ذلك من خلاف وشجار واتفاق. ولم ينس مُصَمِّمُو البرامج ما يحدث بين الناس من زلات لسان وتهتهة ولعثمة وإصلاح لأخطاء النطق وتغيير لخطة الكلام وغير ذلك من ظروف الحديث.

بِمَ اهتمّ النحو الإجرائي؟

ولقد اهتم النحو الإجرائي كثيرا بالحديث غير المُخَطَّطِ له. ولقد تمّ كل ذلك في علم اللغة النفسي تحت عنوان أكبر هو: نماذج فهم الجملة والنُّظُم. ونظرا لأن علم اللغة النفسي قد اتخذ من التجريب منهجا؛ فاننا نستطيع أن نقول: إن الهدف الرئيس لعلم اللغة النفسي هو استخدام التجريب للكشف عن العمليات العقلية المتضمَّنة في استخدام اللغة. إن العالم النفسلغوي، كما يرى سلوبن، غالبا ما يتناول ما يظهر للّغوي، ويحاول أن يوضّحه في تجارب منضبطة. وكل ذلك يلقي الضوء على ما لا يظهر لنا إلا باستخدام التقنيات المعملية.

للتوسع في هذا الموضوع: ينظر كتاب "علم اللغة النفسي مناهجه ونظرياته وقضاياه"، للدكتور جلال شمس الدين. كتاب يقع في جرأين، وتبلغ عدد صفحاته 591 صفحة. نشرته مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية – مصر. وهو مفيد جدا لدارسي علم النفس واللغة على السواء، خاصةً المتخصّصين في علم النفس المعرفي أو اللسانيات النفسية.

رابط تحميل الكتاب، الجزء الأول 👉

رابط تحميل الكتاب، الجزء الثاني 👉

 

أكاديمية إرشاد للعلوم النفسية
أكاديمية إرشاد للعلوم النفسية
د. محمد لعسيلي، استشاري نفسي وأسري وتربوي، مكوّن معتمد في التنمية الذاتية، باحث في الثيولوجيا والميتودولوجيا واللغة والأدب، صانع برامج تكوينية.