تعلم
اللغات | لماذا تفهم الفرنسية ولا يمكنك التحدّث بها؟
ترجمة
في هذا المقال،
سأشرح
لكم أن هذه المشكلة التي جعلتها عنوانا له طبيعية، وسَأُسْدِي لكم نصائح من أجل
التغلب عليها.
منذ أربع سنوات خَلَتْ،
كانت لديّ فرصة سانحة للعمل مع مهندسين مكسيكيين، إلّا أنهم لا يتحدثون الفرنسية، وأنا لا أتحدث الإسبانية؛ فاضطررنا إلى الحديث بالإنجليزية للتواصل بيننا. لقد كانوا يجيدون التكلم بالإنجليزية؛ لأنهم كانوا يعملون كثيرا مع الولايات المتحدة الأمريكية. حدث هذا حوالي ستة أشهر حينما انتقلت للعيش بالنِّمْسَا، وخلال هذه المدّة قَصَرْتُ دراستي على تعلّم الألمانية فحسبْ كل يوم؛ مما جعل من الصعب عليّ التحدّث بالإنجليزية بشكل سليم، ومن حسن الحظ أنني لم أَنْسَ لغتي الفرنسية. كنت أفهم كل ما يقوله زملائي المكسيكيون، ومع ذلك فإنني كنت أتحدّث معهم ببطء، وأقع في أخطاء كثيرة، وأنطق الكلمات بشكل فظيع.
لقد كان هذا مخيبا للأمل! فَظَنَنْتُ أن ما يحدث لي غير طبيعي، وتَحَيَّرْتُ كثيرا: لماذا أفهم كلّ شيء ولا أستطيع التحدث؟ من أجل الإجابة عن هذا السؤال؛ شرعت في قراءة مقالات حول تعلم اللغات، وهنا فُوجِئْتُ: أن مشكلتي طبيعية! فمجرد فهم لغة مّا دون القدرة على التحدث بها، يُعَدُّ جزءًا لا يتجزّأ من العملية الطبيعية لتعلم لغة.
كيف تعلّمتم لغتكم الأم؟
في البداية، حينما ولدتم، لم تكونوا قادرين على التكلم، ولا الفهم. ثم بدأتم في فهم ما يقوله آباؤكم شيئا فشيئا، ثم بدأ هذا الفهم يتنامى ويزيد أكثر فأكثر، وبعد حوالي سنة بدأتم الكلام. لكن، كان الأمر صعبا عليكم، وكنتم ترتكبون أخطاء، إلى أن تحسّنتم. إذًا، فهذه العملية هي العملية الطبيعية لتعلم أي لغة؛ سواء كانت لغتكم الأم أو لغة أجنبية (الفرنسية بالنسبة لكم).
عندما فهمت هذا،
لم أَعُدْ أتوتّر أثناء التحدث بالإنجليزية، وقرّرت الاستماع إلى مقالات بالإنجليزية قَدْرَ المستطاع، فبدأت أتحسن خطوةً خطوةً؛ لأنني استعملت الطريقة الطبيعية في التعلم. ومع مرور الوقت، صِرْتُ أتكلّم أفضل من ذي قبل. فَكَرَّرْتُ التجربة عينَها في تعلم الألمانية؛ في البداية تعلّمت أن أفهم، ثم تعلّمت أن أتكلّم.
لقد
نجحتُ من خلال تلك العملية في تعلّم ثلاث لغات؛ مما أَقْنَعَنِي أنها صالحة
للتطبيق مع جميع الناس، وفي كل اللغات.
ما هي مراحل تعلّم لغة؟
دعوني
الآن أعيد لكم مراحل تلك العملية:
ـ الاستماع دون فهم.
ـ الاستماع مع فهم.
ـ الفهم أكثر فأكثر.
ـ الفهم جيدا.
ـ البدء في التكلم.
ـ التكلم أحسن فأحسن.
ـ التكلم جيدا.
هناك دراسات أفادت أن التعبير يتأخّر عن الفهم ما بين ستة أشهر إلى سنة، هذا يعني أنكم ستصيرون قادرين على التعبير عمّا تفهمون الآن خلال ستة أشهر إلى سنة.
هل تعانون من المشكلة نفسها؟
هل
تفهون الفرنسية ولا تستطيعون التعبير بها تعبيرا صحيحا؟ إذا كان الجواب: نعم،
وتَوَدُّونَ معالجة هذه المشكلة، أنصحكم أن تتّبعوا الخطوات الآتية:
ـ كونوا
واعين أنّ مشكلتكم طبيعية.
ـ
اهدؤوا، وتقبّلوا أنّ التعبير بالفرنسية يحتاج إلى وقت.
ـ
عاهدوا أنفسكم أن تخصّصوا وقتا – ولو قليلا – للفرنسية كل يوم (ثلاثون دقيقة على
أقل تقدير).
ـ استمعوا إلى الفرنسية كل يوم لمدّة ستة أشهر إلى سنة (استثمروا الأوقات الضائعة).
وإذا كنتم مستعدين، فابدؤوا التحدث قليلا (إذا لم تكن لديكم فرصة للتحدث، يمكنكم الاستعاضة عنه بالكتابة، فإنها أحسن تمرين وتدريب. اعرضوا تعليقاتكم على ركن التواصل الخاص بي، أو على صفحة الفرنسية الأصيلة بالفايسبوك، فإنني أحبّ متابعة أخبار تلامذتي). احذروا! إذا لم تكونوا مستعدين بَعْدُ للتكلم، فلا تبدؤوا. لكن اهدؤوا، واستمروا في الاستماع إلى أن تصبحوا قادرين على التحدث قليلا باللغة.
ـ
استمروا في الاستماع إلى الفرنسية كل يوم.
ـ
تكلّموا أكثر فأكثر.
ـ
كرّروا الخطوة السادسة والسابعة دائما.
فهذا
سهل جدا.
أرجو أن تتّبعوا هذه النصائح؛ لأنكم إذا فعلتم ذلك، ستتكلمون الفرنسية قريبًا بكل تأكيد.
كيف نجحت معي تلك التقنية في تعلّم اللغة؟
عفوا! لم
أذكر لكم بعدُ كيف نجحت معي هذه التقنية في تعلم اللغة على المدى البعيد؛ أربع
سنوات.
اليومَ، أنا قادر على فهم كل ما أسمعه بالإنجليزية والألمانية تقريبا، وإن كنت – أحيانا – أقع في أخطاء أثناء التحدّث. هل تستطيعون التخمين فيما سأفعله مستقبلا لتحسين تعبيري بالإنجليزية والألمانية؟ فكّروا قليلا قبل أن تقرؤوا بقية هذا المقال.
إذا أجبتم بـ "الاستماع إلى مزيد من الإنجليزية والألمانية" (الخطوة السادسة والسابعة من عملية التعلم)، فإنّني أُهَنِّئُكُمْ؛ لأنكم قد استوعبتم المعلومة المهمة جدا في هذا المقال. كما أن هذا خبر سارّ لكم؛ فبفضل الاستماع، سَتَغْدُونَ قادرين على التكلم بالفرنسية تلقائيا ودون تفكير.
استمروا
في الاستماع إلى الفرنسية كل يوم.. استمعوا إلى أشرطتي التعليمية. وللتحسّن سريعا؛
استخدموا الحُزْمَةَ الأولى من دروسي المبتكرةَ أساسًا على نظام التعلم الطبيعي
للفرنسية الأصيلة.
حظّا موفّقا وإلى لقاء قريب😀.
رابط المقال الأصلي باللغة الفرنسية 👉