كيف أقرأ كتابا؟ | 3 خطوات للقراءة الفعّالة |
مهارات التميز الدراسي 09#
إنّ الإنسان الذي لا يقرأ ليس أفضل حالًا من الذي لا يعرف كيف يقرأ.
كيف أقرأ كتابا؟
رغم التطور التكنولوجي المهول الذي شهده العصر الحالي في مجال المعلوميات، لازال الكتاب يحتفظ بمكانته المرموقة بين كثير من القراء، سواء الباحثين المتخصّصين منهم أو المثقفين بصفة عامة. فهو يعتبر مصدرا أساسًا للمعرفة، ومرجعا لا غنى عنه للباحث الدّارس في أي حقل معرفي كان. ومع ذلك، فقد نجد بعضًا منّا لا يُحْسِنُ قراءة الكتاب، ولا يعرف كيف يفيد منه. وهو معذور في ذلك، إذ إن مناهجنا التعليمية لا تُولِي هذا الأمر اهتماما كبيرا، بل تتركه موكولا إلى اجتهاد التلميذ / الطالب، يتصرّف كيفما شاء. ولا أَجِدُنِي قد جَانَبْتُ الصواب إذا قلت: إن معظمنا لازال يقرأ بالطريقة نفسها التي تلقّاها في التعليم الأساسي...
إِذًا، فكيف نقرأ كتابا؟
خطوات القراءة الناجعة
تمرّ القراءة الفعّالة بخطوات أساسٍ وَجَبَ مراعاتها للإفادة من الكتاب إفادةً تامة:
الخطوة
الأولى:
1)
الإعداد: ويتضمّن ما يأتي:
ا. تحديد الهدف من القراءة، بالإجابة عن السؤال الآتي: لماذا أقرأ هذا الكتاب؟
ب. الاسترخاء: بالتنفّس بطريقة (4 – 2 – 8)، تأخذ شهيقا من الأنف في أربع عدّات، ثمّ تمسك الأوكسجين في رئتيْك لمدّة عَدَّتَيْنِ، ثمّ تخرجه زفيرًا من الفم ببطء شديد لمدّة ثماني عَدَّاتٍ؛ حتّى تتخلّص من الضغط والتوتّر.
ت. تجهيز الكتاب: امسك الكتاب بشكل عمودي واضعا قاعدته على مُتَّكَأ (طاولة مثلًا)، ثم امسك مجموعة ورق من اليمين ومن اليسار، وافتحها من الجهتين. ثمّ مرّر السّبّابتيْن إلى مركز الكتاب من الدّاخل؛ حتى تفتح الصفحات، وابدأ بمجموعة جديدة. استمرّ في تكرار الخطوتين السابقتين؛ حتى تصل إلى منتصف الكتاب، آنئذٍ سيصبح تقليب صفحات الكتاب أكثر سهولة وسرعة، بعد تَهْيِئَتِهِ.
والطريقة الْمُثْلَى لتقليب صفحات الكتاب هي: أن تمسك طرف الصفحة المقابلة باليد الثانية التي لا تستخدمها في القراءة، وكن مستعدًّا لقلْب الصفحة عند الوصول إلى قراءة السطور الأخيرة. ثمّ اقلب الصفحة في الوقت نفسه؛ لتكون آخر كلمة في السطر الأخير من الصفحة السابقة، متّصلة بالقراءة مع أوّل كلمة في الصفحة التالية في السطر الأوّل. وفي الصفحات التي بعد نصف الكتاب، ستكون محتاجا إلى مسك الصفحات بأصبعيْك: الخُنْصُر والبُنْصُر، أو أيّ طريقة أخرى تمكّنك من القراءة دون أن يكون تقليب الصفحات معيقًا لك عن القراءة.
الخطوة
الثانية:
2)
النظرة الشاملة للكتاب: وتشمل ما يأتي:
ا. هيكلية الكتاب: أتصفّح الكتاب كلّه تصفّحا سريعا لا يجاوز 5 دقائق، بدءًا من واجهته التي تحمل العنوان، وانتهاءً بفهرس المحتويات؛ حتّى أتعرّف على تصميم الكتاب جيّدا، وتَأْلَفَهُ العين.
ب. القراءة الأوّلية: ثمّ أقرأه قراءة أوّلية بالتركيز على بدايات الفصول ونهاياتها، وكذلك الشأن بالنسبة للفقرات.
ت. الكلمات الرئيسة: خلال هذه القراءة الأوّليّة أحاول أن أجد مجموعة من الكلمات المفتاحية التي تجمع شتات أفكار الكتاب؛ حتّى تكون عونًا لي فيما بعد على تدفّق الأفكار والمعلومات، والرّبط فيما بينها.
يُسْتَحْسَنُ في رأيي بعد الانتهاء من هذه الخطوة مباشرة، تحديد ثُلَّةٍ من الأسئلة التي أرغب في إيجاد إجابة لها، بما أنّني قد كوّنت فكرة عامة عن مضامين الكتاب من خلال القراءة الأوّلية له. والغرض من هذا هو تحفيز العقل على الانتباه والتركيز أكثر أثناء الشروع في القراءة. وسترى أنّك إذا طبّقت هذا؛ سيكون معدّل تركيزك وانتباهك خلال القراءة مرتفعًا جدًّا، وستقلّل أيضا نسبة الشُّرود والسّرحان لَدَيْكَ تلقائيا. وسَتُفَاجَأُ كذلك، بأنّك بمجرّد أن تصل إلى الفكرة التي تحتوي على الإجابة عن سؤالٍ طرحته مسبقًا؛ سَتَثْبُتُ عينُك عندها، ويلتقطها عقلك بسرعة فائقة؛ لأنّك قمت بتوجيهه في القراءة، ولم تترك له زِمَامَ الأمر. وَجَرِّبْ؛ تَجِدْ! لأنّك أنت من تتحكّم في عقلك، لا أنّ عقلك هو من يتحكّم فيك، فهو خادمُك لا سيّدُك!
وإذا
أردت أن تُسَرِّعَ وتيرة القراءة مع الاحتفاظ على التركيز والانتباه والاستيعاب؛
فما عليك سوى اتباع الخطوة الأخيرة.
3) القراءة السريعة: وتتضمّن ما يأتي:
استخدام المؤشّر: ويفضُّل أن يكون المؤشّرُ أثناء القراءة إصبعَك، لا قلمًا، ولا غير ذلك؛ حتّى تستعمل حاسة اللمس أيضا خلال القراءة؛ ممّا يزيد من معدّل الاستيعاب لديك؛ لأنّه بِقَدْرِ ما تستخدم أكثر من حاسّة في التّعلّم؛ بقدر ما ثَتْبُتُ المعلومة في ذهنك، إذ إنّ الحواسّ الخمسَ هي مرشّحات العقل في استقبال المثيرات الخارجية والمعلومات. والطّريقة الصّحيحة لاستخدام المؤشّر هي إمراره تحت السّطر المقروء لا فوقه.
أربعة أمور يجب مراعاتها أثناء القراءة
ويجب
مراعاة أربعة (4) أمور أثناء القراءة؛ لكي تحافظ على سلامة عينيْك ورقبتك وظهرك
وركبتيْك، وهي:
1) أن يكون الرأس ثابتا عند القراءة، فلا تتحرّك سوى العينيْن.
2)
أن يكون مستوى الرأس أعلى قليلا من مستوى الكتاب؛ لإراحة العينيْن والرَّقَبَة.
3)
أن تكون الجِلْسة معتدلة ومريحة للظّهر والرّقبة والرّكبتيْن.
4) أن تكون المسافة بينك وبين الكتاب من [30 – 40] (ستنمترا cm).
