العلاج
النفسي | فك شِفْرة الأعراض والأمراض
(180
مرضا وعرضا والأفكار المسبّبة لها)،
تأليف:
د. صلاح صالح الراشد.
إنّ هناك علاقة مباشرة بين ما يعاني منه الإنسان جسديا وبين الصراعات النفسية الداخلية. يجب أن ندرك أن كلّ عرض من الجسد سببه رسالة عميقة يلزم التعامل معها وفهمها حتى لا تتفاقم. لذلك، فعلاج المصدر هو العلاج الحقيقي فقط. فليس من شأن الطبيب الذي ينظر إلى الإنسان على أنه محض آلة، ليس للنفس أو الروح أو الفكرة أي دور حقيقي في تشخيص المرض/العرض أن يتفهّم مشكلتك أو أن يبحث عن السبب الرئيس في تشكّلها، وإنما هذا شأن الطبيب النفسي أو المعالج النفسي.
فمثلا، قد نجد أن ألم المعدة المزمن سببه أفكار ضاغطة أو قلة الثقة في النفس أو مواقف تربوية ماضية. فمهما تناولت من دواء وصفه لك طبيبك؛ لن يبرحك الألم، وما تراه من تحسن، يكون مؤقتا بفعل أثر الدواء لا غير، ثم ما يلبث أن يعاودك الألم بعد الانقطاع عن تناوله؛ لأن الدواء قد سكّنه ولم يقض على أصله.
حاول المؤلف في مذكرته أن يوضّح الأسباب الحقيقة وراء كثير من الأمراض والاضطرابات المنتشرة في عصرنا الراهن، وفق منهج التحليل النفسي، إلى جانب خبرته التي تحصّل عليها من خلال ممارسته العلاجية.
إنّ هذا المؤلَّف على اقتضابه يعدّ من المراجع الأساس في مكتبة ممارسي العلاج النفسي؛ لأنه يمهّد لهم طريق الوصول إلى أسباب معظم الأعراض والاضطرابات النفسية الشائعة بين ناس العصر.
